كلما ظهرت حقائق ومعلومات خفية ومجهولة في قضية انتقال زيزو الي الاهلي كلما
تاكد ظني باتها اكبر عملية خداع في الكرة المصرية … بعد ايام قليلة اكون قد
اتممت اثنين وثلاثون عاماً في العمل بالصحافة الرياضية خلالها عاصرت واشتبكت
واقتربت وتابعت مئات القضايا والانتقالات والاحداث والمشاكل والانتخابات والهزائم
والانتصارات واقتربت من مسئولين عظام وصادقت نجوم كرة كبار.
ومن اهم المحطات في انتقالات اللاعبين طوال هذا التاريخ نستطيع ان نؤرخ لحدثين
باعتبارهما الابرز والاهم ونقطة التحول في علاقة الاهلي والزمالك من ناحية وقضية
انتماء اللاعبين لفرقها من ناحية اخري و التحول في زيادة عقود اللاعبين من ناحية ثالثة.
الحدث الاول كان انتقال رضا عبد العال للاهلي مقابل ٦٢٥ الف جنيه وكان وقتها رقم كبير جداً ولكنه لايقارن بالرقم الخزعبلي الذي يتقاضاه زيزو.
الحدث الثاني كان انتقال التؤام حسام وابراهيم حسن الي الزمالك لتنتهي
بانتقالهما قضية انتماء اللاعبين للاهلي والزمالك٫ الا ان في هذين الحدثين لم
يحدث اي خداع او كذب او لوع من اللاعبين،فالاول كان انتقال احد مواهب الكرة
التي نادرا ما تجود الملاعب بمثله وهو رضا عبد العال وهو الاخر كان يرغب حقا
في البقاء في الزمالك ولم يسع للانتقال الي الاهلي ولكن مسئولي الزمالك
وقتها اخذتهم العزة بالاثم في ظل حالة الغرور بالبطولات التي احرزها الزمالك
وقتها دوري وافريقيا فتجاهلوا التعامل مع عبدالعال بما يستحقه بينما وجد
اللطف والحنية والاحتواء من الاهلي ورجال اعماله، وكانت عملية رضا عبد العال واحدة من الضربات القاصمة لفريق الزمالك.
أسامة خليل يكتب.. زيزو أكبر عملية خداع في الكرة المصرية
اما الحدث الثاني فكان انتقال التؤام حسام وابرهيم حسن والذي يعلم القاصي
والداني حبهما وانتمائهما للاهلي لم يجدا من يحنو عليهما ويفاوضهما بجدية لتجديد
عقدهما عام ٢٠٠٠ وكان مسئولي الاهلي علي يقين انه من رابع المستحيلات
بعد الغولة والعنقاء والخل الوفي ان ينتقل اللاعبين الي الزمالك ولكن المعجزة
وقعت وكان حدثاً تاريخياً ( احد ابطال هذا الحدث الصحفي الكبير والصديق الاعز جمال العاصي ) ولهذا الحدث قصة درامية مثيرة سارويها فيما بعد .
المهم ان في هذين الحدثين التاريخين لم يحدث خداع او كذب من اللاعبين بل كانوا
هما الطرف الاضعف ويمكن القول ان الاندية تعالت عليهم في التعامل كما ان الانتقال
لم يكن بدافع رفع عقودهم المالية وان كان رضا عبد العال قد استفاد من رغبة ادارة
الاهلي ورجال اعمالها ووقتها كان ابرزهم تيسير الهواري وحصل علي اعلي عقد اضافة الي مميزات عينية اخري.
وفي الحالتين شهدا الزمالك والاهلي تحولاً في كبيرا في حصد البطولات ومع
التؤام فاز الزمالك بالدوري ثلاث مرات وكاس مصر مرتين وكاس افريقيا والسوبر
الافريقي وبطولة الاندية العربية والسوبر المصري السعودي وكانت صحوة الزمالك
كبيرة وضم الفريق عدد اللاعبين الكبار فنياً وسلوكياً وفي مقدمتهم امير الموهبين
حازم امام ،ومع هذا الجيل فاز الزمالك باخر بطولة دوري ابطال افريقيا عام ٢٠٠٢
ونفس الامر كان انتقال رضا عبدالعال فاتحة خير علي فريق الاهلي الذي اصيب
بحالة عقم في الاعوام الخمسة الاولي بعد الالفين.
زيزو أكبر عملية خداع في الكرة المصرية
اقصد ان اهم حدثين في انتقال لاعبين من الزمالك للاهلي وبالعكس كان اللاعبين
فيهما هما الطرف الاضعف او المغلوب علي امرهما وان الطمع واللوع والخداع لم
يكن موجودا علي عكس قضية زيزو التي نحن بصددها الان والتي دفعني للحديث
عنها الحوار الممتع والشيق الذي اجراه ابراهيم عبد الجواد مع الاستاذ عمرو
الجنايني رئيس اتحاد الكرة السابق واحد اللاعبين البارزين في تشكيل خريطة
الكرة بالزمالك هذه الايام وهو احد الاطراف الرئيسين في التفاوض مع زيزو
والتصريحات التي قالها اصدق في صدقها ودقتها ولكنني مذهول من حجم
الخداع والكذب والتضليل الذي فعله اللاعب ووالده فهو سلوك لم يصادفني طوال عملي في مهنة.
وملخص ما قاله الجنايني ( اللاعب كان قد انهي كافة تفاصيل عقده مع حسين لبيب
رئيس النادي خلال عودتهما من رحلة المغرب في الطائرة ، وان الزمالك فعلاً وليس
قولا كان سيدفع له راتب ٨٠ مليون جنيه في الموسم وانه كان سيحصل علي
٥٠ مليون جنيه كاش عند التوقيع تم تدبيرها من رجال الاعمال.
والمفاجاة ان احدا لم يهين والد الاعب او يتعدي عليه لفظا كما اشيع ،
وان والد الاعب طلب عمولة وتم رفض طلبه واهمية هذه المعلومات انها
خرجت من المفاوض وليس نقلا عنه وان صاحبها له من المكانة والوضع
مايزيد من مصدقية كلامه، وهنا ناتي لما يمكن ان نستخلصه بعد ان جاءت المعلومات من منبعها.
أسامة خليل يكتب.. زيزو أكبر عملية خداع في الكرة المصرية
اولا: ان اللاعب ووالده قادا اكبر عملية خداع وتضليل علي مسئولي الزمالك وان هذه المفاوضات كان يتم تسجيلها ونقلها الي مسئولي الاهلي لرفع عقد الاعب وعمولة والده وهو العملية التي حققت نجاحاً مبهرا وجني من وراءها اللاعب ووالده اموالاً طائلة تقترب من ٢.٥ مليون دولار في الموسم حصلها علي اكثر من نصفها كاش ، والعملية ليست لها علاقة بكرة القدم او بامكانيات اللاعب التي لاتوازي اكثر من ٢٠٪ مما حصل عليه زيزو ، ولكن ذكاء اللاعب ووالده او قل دهائهما انهما نجحا في استغلال حالة الشبق الاهلاوي في خطف لاعبي الزمالك ،ويحقق ضربتهما القاضية بالحصول علي هذه المبالغ.
ثانياً : ماكشفه الجنايني يقول لنا بما لايدع مجالاً للشك اننا محاطين بكمية اخبارة ومعلومات كاذبة بشكل لانهائي وان الاخبار التي تتداولها بعض البرامج ومنتجي الفيديوهات علي منصات التواصل الاجتماعي لاتحمل اخبارا حقيقية ولكنها تحمل خيال اصحابها وبراعتهم في نسج احداث كي تبدو طبيعية ، فنحن تداولنا كذبة كبيرة مفاداها ان اللاعب انتقل للاهلي ثارا لكرامة والده وانتقاما علي الاهانة التي تعرض لها وتعاطف البعض مع اللاعب باعتباره ولدا بار باهله ، ولكن كل هذا خيال وان احدا الرجل لم يتعرض للاهانة ولكن نحن الذين تعرضنا للكذبة وتداولنها وصنعنا منها حقيقة ،بالمناسبة ربما تكون هذه المعلومة من ضمن عملية الخداع علي الناديين والراي العام.
ثالثاً : هذه العملية وذلك السلوك الشاذ بعد كشف هذه الحقائق لايمكن ان ينتج
لاعباً مفيدا لفريقه، و شاء من شاء وابي من ابي.