بعد نجاح الملك اليونانى القديم.. إيفيتوس.. فى إقرار النظام والقانون فى مملكة إيليه..
ذهب إلى كاهنة المعبد يستشيرها ويطلب منها الرأى والنصيحة فقالت له الكاهنة محذرة..
جنودك اعتادوا على الحرب والقتال..
دعهم يلعبوا حتى لا يحتاجوا للحرب.. دعهم يلعبوا حتى لا يقتلوك..
وكانت الجملة الأهم والأغرب والأعمق فى تاريخ الرياضة على الإطلاق..
أول إشارة فى التاريخ الإنسانى للعب بديلا عن الحرب
فما قالته الكاهنة اليونانية كان أول إشارة فى التاريخ الإنسانى للعب بديلا عن الحرب..
فقبل هذا الحوار داخل المعبد كان اللعب مجرد استعداد للحرب..
وأصبح بعد هذا الحوار بديلا لكثير من الحروب..
ولهذا أصبحت الحرب حراما طيلة أوقات إقامة الدورات الأوليمبية فى الزمن القديم..
وكان كل بطل أوليمبى.. قبل اختراع الميداليات..
ينال جائزة انتصاره عبارة عن غصن زيتون شعارا للسلام..
فهل فكر أحدكم من قبل لماذا يصبح غصن الزيتون هو الجائزة الكبرى لأى فائز أوليمبى.. بل إن الدورات الأوليمبية نفسها لم تكن إلا مجرد حفلات تكريم لمن انتصروا فى حروب مدينة طروادة أو تكريما لمن ماتوا دفاعا عن المدينة وأهلها..
وقد تذكرت هذه الحكاية بعد إعلان دبى تنظيم مؤتمر الإبداع الرياضى الشهر المقبل الخاص بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى تحت شعار التسامح والسلام فى الرياضة..
ومن المؤكد أن كثيرين لايزالون مقتنعين بالرياضة وسيلة لتحقيق السلام فى مقابل كثيرين أيضا فقدوا اقتناعهم وثقتهم فى قدرة الرياضة على تحقيق السلام.. ويملك كل فريق أدلته وحكاياته سواء الخاصة بالرياضة كبديل للحرب أو الرياضة كدعوة للحرب..
ولا أزال أذكر حين أجريت حديثا مطولا مع جير لونشتاد، المدير السابق لأكاديمية نوبل للسلام، داخل مكتبه فى أوسلو.. وطرحت عليه هذا الأمر فقال إن الرياضة لن تصنع سلاما لمن لا يريدون السلام.. أما الذين يريدون السلام فالرياضة وقتها ستصبح وسيلتهم الأقوى والأكثر فاعلية..
وفى نهاية هذا الحوار الذى طال لأربع ساعات ولأنه احترم أسئلتى.. سمح لى لونشتاد بدخول القاعة التى يتم فيها التصويت لاختيار الفائز كل عام بجائزة نوبل للسلام.. وفى تلك القاعة سألته: هل يمكن للرياضة أن تفوز يوما بجائزة نوبل للسلام؟.. ابتسم لونشتاد قبل أن يؤكد أن الرياضة لن تستحق يوما هذه الجائزة لأنها أبدا لا تصنع سلاما إنما فقط تساعد الذين يريدون السلام.