قبل تنظيم كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، كانت ملاعبنا في حالة يرثى لها،
بل وكانت من نقاط الضعف الأولى لترويج الدوري المصري،
ووضعه ضمن المسابقات الكبرى القريبة من الدوريات العالمية.
وكانت الفوارق تظهر لدي المشاهد عندما يتابع مباراة في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي أو الأسباني مثلا،
ثم يضغط على الريموت لمتابعة مباراة في الدوري المصري،
وبالطبع كانت أول الفوارق التي تظهر له هي شكل وحالة أرض الملعب ولون النجيلة،
بين لون أخضر ناصع وأرض مستوية في أوروبا إلى أرض تأكلها البارومة وبها مطبات تتسبب في إصابات اللاعبين عندنا.
روشتة علاج الكرة المصرية
والحقيقة أن شكل الملعب وحالة أرضيته هي أول حكم للمشاهد على رونق المسابقة،
بل وأيضا جذب الرعاة الذين اصبحوا عنصرا اساسيا في صناعة الكرة الآن،
لذلك أقدم اليوم الدواء السابع في روشتة علاج الكرة المصرية وهو الملاعب بكامل مواصفاتها من حالة العشب في أرضية الملعب،
إلى أساليب الري والمدرجات وغرف خلع الملابس والخدمات وخلافه،
بعد أن تحدثت من قبل عن 6 عوامل أخرى هي تأسيس دوري قوي محترف،
وإتحاد يدير الكرة بطريقة إحتراقية ولا يعرف الألوان، ولوائح صارمة تطبق على الكبار والصغار،
ومدارس كروية تبحث عن المواهب في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة،
وتشكيل رابطة للأندية المحترفة تدير المسابقات بالإحترافية التي تدار بها أكبر مسابقات العالم والحضور الجماهيري الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من نجاح المنظومة.
وحتى ندلل على أهمية الملاعب لنجاح منظومة الكرة في أي مكان في العالم علينا أن نرى أن تنظيم أي بطولة يجعل الدولة المنظمة تولي إهتماماتها في المقام الأول للملاعب،
لأنها اللقطة الأولى التي يشاهدها العالم الخارجي عن البطولة سواء المتابع من داخل الملعب أو من يشاهد من خلال التليفزيون،
ثم يبدأ بعد ذلك الإهتمام بالعناصر الأخرى طرديا خارج الملعب،
وهو ما شاهدناه في روسيا عندما إستضافت مونديال 2018،
ثم نجحنا في إستغلاله عندما إستضفنا مؤخرا بطولة كأس الأمم 2019.
والحقيقة أن ملاعبنا كانت بحاجة لإستغلال تنظيم كأس الأمم لتحقيق طفرة عملاقة في الملاعب التي إستضافت المباريات بعد أن وصل أغلبها إلى حالة مذرية في السنوات الأخيرة.
وكما ذكرت سابقا أن الملعب ليس فقط الرقعة الخضراء التي يجري عليها اللاعبون وإنما أيضا مضمارا نظيفا ورائعا حول الملعب،
وغرف ملابس تضاهي المستويات العالمية، ومدرجات بالترقيم على الطراز العالمي،
وأخيرا الخدمات التي يحتاجها المشجع من مأكولات ومشروبات ودورات مياه وخلافه تجعله يقضي وقتا ممتعا داخل الملعب مع أسرته،
وليس وقتا يكره فيه عيشته حتى يغادره،
وهو الأمر الذي نجحنا في الخروج به في كأس الأمم بظهور ملاعبنا الستة التي إستضافت مباريات البطولة بشكل حضاري رائع، ولكن ماذا حدث ؟؟؟.
بعد البطولة أغلقت الملاعب أبوابها مرة أخرى للصيانة بعد أن إستضاف بعضها ما لا يزيد عن 8 مباريات
، فهل يوجد ملعب في العالم يحتاج إلى الصيانة بعد 8 مباريات فقط؟؟
المهم الآن أن تعود الملاعب الستة للعمل في أقرب وقت وأبرزها ستاد القاهرة المغلق للتحسينات منذ سنوات،
والآن عاد ليوصد ابوابه مرة أخرى بعد الطفرة الهائلة التي جرت في منشآته،
ثم نبدأ في الحال حملة تأهيل المزيد من الملاعب لتستضيف مباريات الدوري بشكل دائم يعطي للمسابقة رونقها ويزيد من قيمتها عالميا وهو أمر بالتأكيد سيزيد عوائد تسويق البطولة… فهل نفعل !!!.